أخبار وطنية بدرة قعلول: كارثة كبيرة ستحدث قريبا على مستوى شمال إفريقيا
أثارت عملية ذبح المصريين من قبل عناصر تنتمي الى تنظيم داعش الارهابي بليبيا مؤخرا ردود أفعال دولية غاضبة حول هذا الحادث الهمجي وغير الإنساني والجبان وتوجس وريبة بين جميع التونسيين من أن يلفح لهيب فوهة «جهنم الإرهاب» المفتوحة في ليبيا بلادنا، خاصة وأننا شهدنا مؤخرا توترا كبيرا في المناطق التي تطل على المعابر الحدودية بسبب عدم رفع الإتاوة إلى جانب تأهب الخلايا النائمة في عديد المناطق لتنفيذ مخططات إرهابية.
وفي هذا الإطار، أكدت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول أن العملية الإجرامية الأخيرةالتي أقدمت عليها جماعة داعش الإرهابية في حق مواطنين مصريين عزّل بغضّ النظر عن ديانتهم أو انتماءاتهم والتي لا يمكن لكل العبارات والنعوت أن تصفها، هي نتيجة للضغط الكبير الذي أصبح يشهده داعش من تضييق الخناق عليه من قبلدول الشرق كسوريا والعراق والأردن في المدة الأخيرة، مشيرة بأنه لجأ بعد ذلك الحصار بالتحول إلى ما يسمى بـ"الحديقة الخلفية" المتمثلة في شمال إفريقيا ودولها مثل ليبيا للتفريج عن أزمتها.
كما اعتبرت أن إعدام داعش للمواطنين المصريين هو ردّ على سياسات مصر الداعمة لعمليات الكرامة لقائدها اللواء حفتر، والتي لم ترق إلى ذلك التنظيم الذي وصّفته بالـ«نازية جديدة بأثواب داعشية مجرمة وحقيرة». كما تنبّأت قعلولبكارثة كبيرة ستحدث قريبا على مستوى شمال إفريقيا مشيرة الى أن ضربة مصر الموجعة ستكون لها تداعيات سلبية على كامل المنطقة.
وفي خصوص تداعيات الحادثة الأخيرة وتبعاتها على تونس قالت الخبيرة في المجال العسكري والأمني إن الإرهاب القادم من البوابة الليبية يتهدد تونس خاصة وان مصادر ليبية وتونسية أكدت لها أن عدد المقاتلين التونسيين الموجودين فيليبيا يفوق 1500 مقاتل والذين تم توزيعهم ما بين تنظيم داعش وجماعة فجر ليبيا الحاملين لذات الفكر المتطرف، مشيرة أيضا إلى أن الإرهاب ليس غريبا على تونس لأننا عايشناه وشهدناه عديد المرات في بعض المناطق كبنزرت والكاف وجندوبة وعلى الشريط الغربي الشرقي إلى جانب تركّز بارونات التهريب والمخدرات في الجنوب التونسي، وهو ما يجعل هذه المناطق بيئة حاضنة لهذه الظاهرة التي تفشت وانتشرت بسرعة.
وعن السياسات التي يجب على الدولة التونسية أن تتوخاها لمجابهة خطر الإرهاب الداهم والنأي عنه، شددت محدثتنا على ضرورة توخي أهل الجنوب من المتساكنين قرب المعابر الحدودية بضبط النفس واتخاذ الحنكة خاصة أن حدودنا على شفا الهاوية، مشيرة كذلك إلى وجوب إسراع الدولة في اتخاذ قرار غلق كافة المعابر الحدودية مع ليبيا دون أية اعتبارات وحسابات والتفكير فقط بانّ تلك المجموعات لا تملك أية ذرة إنسانية أو رحمة همهم الوحيد استعراض جرائمهم المقرفة والشنيعة.
وتابعت محدثتنا قائلة: "على السلطات المختصة أن تسرع في إجلاء التونسيين الموجودين في ليبيا وكذلك تحجير السفر إليها مع ضرورة تدعيم وتفعيل التعاون العسكري الميداني بين تونس والجزائر لتأمين الحدود عبر التقاء كل من وزيري الداخلية والدفاع بنظيريهما الجزائريين للتباحث حول هذه المسألة وتسويتها في اقرب الآجال وفق تعبيرها".
منارة تليجاني